القائمة الرئيسية

الصفحات

تاريخ النقود ونشأة البنوك وتطورها |المستقبل الإقتصادى

تطورت البنوك فى الفترة الحالية بشكل كبير نتيجة التطور الالكترونى المستمر وكان لهذا التطور أثرا كبيرا على الاقتصاد العالمى وانتشار الأفكار الرأسمالية والعولمة , تطور الإقتصاد الذى أدى الى التطور التكنولوجى أيضا نتيجة توفير التمويل المطلوب للأبحاث العلمية , ولكن ماهو التريخ القديم لنشأة النقود التى سبقت انتشار ابنوك حول العالم .

تاريخ المقايضة .

فى البداية كانت العمليات التبادلية تجرى بين الناس فى ما قبل القرون الوسطى عن طريق المقايضة , والحاجة لهذه التبادلات كانت بالطبع من بدايات العصور القديمة لرغبة الناس فى تنويع مصاد الحصول على احتياجاتهم .

فكان نظام المقايضة هو أول نظام اقتصادى معروف بعدما كان الناس يعملون على قضاء احتياجاتهم عن طريق أنفسهم وتحقيق الإكتفاء الذاتى بما هو ممكن .

رغم أن نظام المقايضة عمل على سد العديد من الثغرات فى أنظمة التجارة البدائية لفترة طويلة , الا أنه واجه قصورا كبيرا فلم يكن من السهل ايجاد سلعتان بنفس القيمة فى نفس الوقت أو حتى تقسيم كميات السلع لتناسب بعضها , اضافة للتحلل والتلف السريع لبعضها الأخر مثل اللحوم والفاكهة , فكل هذا يجعل نظام المقايضة لا يستطيع مواكبة النزعة البشرية التطورية .

بالطبع كان الإستثمار والإدخار أو حتى التمويل كلمات لا أساس لها من الوجود فكان الأساس بالنسبة للبشر وقتها هو الحصول على الإحتياجات الأساسية من مأكل وملبس وحماية وأدوات صيد .

نشأة النقود .

بعدما تطور المجتمع البشرى بالشكل الذى يستحيل معه الإكتفاء بنظام المقايضة , خاصة بعد اكتشاف المعادن مثل الذهب والفضة والبرونز , فتم استخدام هذه السلع للمقايضة مع المنتجات وتثبيت قيمتها بالتطور عاما بعد عام وبعد سكها وتشكيلها , لسهولة التعامل معها وامكانية التحقق من كميتها بسهولة والتوافق على قيمتها .

ومن ثم بعدها تحول الأمر للنقود الورقية والتى تعد المرحلة الأولى فى انشاء البنوك وتحول التجارة وانطلاقها نحو الرفاهية .

نشأة البنوك .

نشأة العملات الورقية تعد هى المرحلة الرئسية لنشأة البنوك حيث يعتبر الصينيين هم أول الشعوب فى استخدام النقود الورقية ومفاد هذه الورقة هو أنها تعبر عن " سند إذنى "أى ايصال ورقى حيث تترك السلع عند شخص مصدر للثقة وأخذ ايصال ورقى يدون عليه المبلغ الذى تم ايداعه , وان كان هذا النظام مقتصرا على الأسرة الحاكمة والتجار الكبار فى الصين الأ أنه سرعان ماتحول الى نظام اقتصادى بحلول القرن الحادى عشر الميلادى .

انتقال فكرة النقود الورقية الى أوروبا .

الرحالة الايطالى الشهير " ماركو بولو " يعد له الفضل الأول فى انتقال النقود الورقية من الصين الى أوروبا بعد أن قضى فيها مايزيد عن 17 عام فى القرن الثالث عشر ,حيث وصف كيفية استخدامها فى كتابه " رحلات ماركو بولو  " ما شجع الدول الأوروبية على أخذ زمام المبادرة واستخدام هذا النظام وتطويره من السندات الإذنية الى النقود المعروفة حاليا .

تطور فكرة النقود الورقية الى البنوك المعروفة .

بحلول القرن السابع عشر كان يصدر صائغوا الذهب فى لندن ايصالات مستحقة للدفع لصاحب المستند , وفى عام 1661 تم تأسيس أول بنك مركزى فى السويد , والذى حاول أن يقوم باصدار الأوراق النقدية , الا أنه افلس بعد فترة وجيزة , وفى عام 1694 تم تأسيس بنك انجلترا للمساهمة فى تمويل حرب السنوات التسع للملك ويليام الثالث ضد فرنسا , واستمر البنك فى تقديم خدماته من اصدار الأوراق النقدية وتوالى انشاء بنوك اخرى فى انجلترا الى أن قيد قانون ميثاق البنوك فى عام 1844 صلاحيات البنوك البريطانية الأخرى ومنح صلاحيات اصدار الأوراق النقدية لبنك انجلترا المركزى فقط , اضافة الى أنه لايمكن اصدار الأوراق النقدية الجديدة الا إذا كانت مدعومة بنسبة 100% بغطاء من الذهب .

تعريف البنوك .

البنوك هى ": شخصية اعتبارية تقوم بدور الوسيط بين رؤوس الأموال ومن يحتاجها لاستثمار أو حاجة , فهى مؤسسة تقوم بعمليات الإتمان سواء اقراض أو اقتراض .

ومعنى كلمة بنك فى الفرنسية والايطالية هو " صندوق متين لحفظ النفائس " وفى اللغة العربية تعنى كلمة مصرف المأخوذة من الصرف وتعنى بيع النقد بالنقد .

أنواع البنوك .

تتنوع البنوك الى  أنواع متعددة طبقا لأنواع التمويل التى تقدمها الأوراق التى تصدرها ومن أهم أنواع البنوك حول العالم :

1 – البنوك المركزية .

تهتم البنوك المركيزة برسم السياسات النقدية للحكومات , فتسمى بنوك الاصدار فتقوم باصدار الأوراق النقدية وهدفه الإشراف على البيئة الإقتصادية فى الدولة والإشراف على سياسات البنوك التجارية الأخرى فى النظام المصرفى .

2 – البنوك الزراعية .

تهدف هذه البنوك للانماء الزراعى فتهتم بتمويل المشروعات الزراعية وتستغل المدخرات لديها لتمويل الأنشطة الزراعية والإستثمار فيها , فتعمل على تقديم قروض قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل وتمهيلات ائتمانية للمزارعين .

3 – البنوك العقارية .

تهتم هذه البنوك فى تمويل أنشطة التشييد والبناء فتقدم تسهيلات وقروض للمواطنين بهدف بناء المساكن والمبانى والتى تكون غالبا طويلة الأجل فتتجاوز العشر سنوات للتمويل الواحد .

4 – البنوك التجارية .

تتخصص البنوك التجارية فى تمويل أكثر من نوع من أنواع التمويل سواء صناعى أو تجارى أو عقارى او حتى خدمى , فتسمى بنوك الإيداع والتى يستخدمها الأفراد فى حفظ أموالهم وهو مايجعل عبائتها المالية أوسع من البنوك الأخرى لأن عوائدها تكون أكبر .

5 – البنوك الصناعية .

يهتم هذا النوع من البنوك بالتنمية الإقتصادية وإقراض الأنشطة الصناعية وتمويلها لشراء الألات والمعدات اللازمة للاستثمارات الخاصة بتطور الاقتصاد ونمو العوائد المالية .

الخلاصة .

توالى انشاء البنوك حول العالم وتطورت طرق ادارتها وأنواعها وتم استخدام التكنولوجيا الحديثة فى تقديم خدماتها واستغلال الرفاهية التى يرغب فى الوصول اليها البشر فى استخدام التمويلات والإقتراض من البنوك ما أدى الى اتساع العباءة المالية للبنوك نظرا لاستمرار التمويل من البنوك واستمرارسداد العملاء لقروضهم ما أدى الى انشاء طرق تمويلية جديدة , هذه الطرق التمويلية بدورها تم استخدامها بغطاء بنكى أيضا بل وقد تكون الوسائل التمويلية نفسها مرتبطة بالبنوك وانتشار البطاقات الإتمانية التى يتم سدادها بعد فترات معينة .

تطورت الخدمات التى تقدمها البنوك وارتبطت بالتطور التقنى حول العالم وأصبحت البنوك من أولى المؤسسات التى تتسارع للحصول على التقنيات التكنولوجية الحديثة .

تعليقات