القائمة الرئيسية

الصفحات

نشأة التأمين وأقسامه وأهم تشريعاته

الحد من المخاطر وتقليل الخسارة قدر الإمكان هو الفكرة الرئيسية التى يقوم عليها التأمين سواء كان تأمينا للبضئع أو تأمينا تكافليا أو تأمين على الحياة , ف الأساس هو الحد من مخاطر الخسارة وتقليلها وتوزيع نتيجتها على أكثر من جهة فلا يتحملها طرف واحد .

فظهر مع ظهور فكرة التعاون ومن ثم تطور بتطور حياة الانسان , فكون المصرين القدماء جمعيات لدفن الموتى منذ الاف السنين كما هو مذكور فى النقوشش على معبد الأقصر نتيجة اعتقادهم بأن هناك حياة أخرى بعد الموت بشرط وجود الجسد فى حالته الطبيعية مادعاهم لاكتشاف التحنيط وانفاق مصاريف باهظة لهذه العملية لعودة الروح للجسد بشكله الأمثل , فأنشئت جمعيات تقوم بهذه المراسم نظير قيام الأعضاء بدفع اشتراك سنوى للجمعية أثناء حياتهم نظير ضمان مصروفات التحنيط والدفن عند موتهم فهذا نظام تأمينى فنى موضوعه التأمين على الحياة وهو أقدم أنواع التأمين فى التاريخ .

نشأة التأمين وأقسامه وأهم تشريعاته

نشأة التأمين ومفهومه .

يعود تاريخ ظهور التأمين بمفهومه الحقيقى الى القرن الثامن عشر قبل الميلاد فسابقا من بداية ظهور الإنسان فانه يعمل على تقليل المخاطر وتوزيعها بداية من مهاجمة قطعان الماشية لاصطيادها فى مجموعات لتقليل الخسائر وتوزيعها الاصابات قدر الإمكان , فظهر التأمين بالمفهوم الحالى فى القرن الثامن عشر قبل الميلاد فى قانون حمورابى هذا الملك الذى ظهر فى عهده أول بوليصة تأمين مكتوبة فى التاريخ على نصب بابلى منقوش عليه رمز حمورابى , فكان الاثبات الأول على تطور التأمين وظهوره .

كما ذكر ابن خلدون فى مقدمته أن العرب عرفوا التأمين على الممتلكات فى الرحلات التجارية فيتفق أعضاء القافلة فيما بينهم أن من يفقد جملا فى الرحلة يتم تعويضه بأن يدفع كل عضو جزءا من أرباحه مقابل نسبة رأس ماله فى القافلة اضافة لتعويض من تبور تجارته أو يتم فقدها.

وفى العصور الوسطى ومع ظهور النقابات العمالية والتى كان يقدم العمال اشتراكات للانتساب لها ماجعلها تمتلك حسابات مالية لتغطية الإصابات والتدريب والتطوير وغيرها ماحقق فائضا كبيرا , فكانت النقابات الأكثر ثراء تمتلك خزائن كبيرة بمثابة صناديق للتأمين .

وبالتالى شجعت شبكة الأمان هذه فى تحول الأعمال الزراعية الى أعمال تجارية وترك الناس للزراعة واتجاههم للتجارة , بالتالى زادت كمية السلع المتاحة للتجارة , الى أن بدأ الشحن والتجارة الحقيقية بين الدول المختلفة فى أواخر القرن السابع عشر خاصة بعد اكتشاف العالم الجديد فى الأمريكتين وتم انشاء المستعمرات ,فظهرت ثقافة الإكتتاب فى مقاهى لندن التى كانت تعمل بمثابة بورصة غيررسمية وسوق مالية للامبراطورية البريطانية , وكان أحد الأماكن الأساسية التى يجتمع فيها التجار وأصحاب السفن هو مقهى " ادوارد لويد " فتدور فيها النقاشات والسعى للحصول على تأمين للبضاعة المنقولة عبر السفن .

فمنذ أكثر من سبعمائة عام فى أوروبا ظهر التأمين البحرى على أخطار البحار ويذكر المؤرخ "فيلانى " الذى عاش فى القرن الرابع عشر على المنقولات المشحونة بالسفن لتعويض الخسارة الناتجة عن أخطار البحار فقال بأنه ظهر فى " لمبارديا عام 1182 " كما ظهر معها التأمين على حياة ربابنة السفن وملاحيها .

نشأة التأمين على الحياة .

التأمين على الحياة ظهر فى أوروبا فى القرن السادس والسابع عشر فى بريطانيا وفرنسا وهولندا فتم اصدار أو ل بوليصة تأمين على الحياة فى بريطانيا عام 1583 والتى تؤمن على حياة شخص يدعى " وليم جيبونز " لصالح أحد المحامين ويدعى " ريتشارد مارتن " بمبلغ 338 جنيه استرلينى .

اضافة لتأمينات الحوادث الشخصية التى ظهرت أهميتها بمجرد ظهور القطارات والسيارات كأدوات لنقل الأنسان واستعمال الالات المعقدة فى المصانع والمنازل وتعتبر بدايته فى منتصف القرن التاسع عشر , وفى القرن العشربن ظهر التأمين على وسائل النقل نفسها من أخطار التصادم والسرقة والضياع والحريق .

نشأة التأمين على الحريق .

حين دمر حريق لندن العظيم أكثر من 13000 مبنى عام 1666 والذى اتى على معظم مبانى لندن فدمر أصولا وممتلكات قدرت بأكثر من عشر ملايين جنيه استرلينى .

أقسام التأمين .

ينقسم التأمين الى أكثر من طريقة منها التقسيم النظرى والتقسيم العملى للتأمين وهذه التقسيمات نتيجة الغرض من التأمين وحسب مسببات الخطر .

أولا : التقسيم النظرى للتأمين .

يتوقف التقسيم النظرى للتأمين على الغرض الرئيسي من البحث فغالبا ماتكون الظواهر التى تتسبب فى الخطر أو الحوادث التى ينتج عنها الخسارة هى الظاهرة المنشئة للحاجة لهذا النوع من التأمين .

اضافة لوقائع أخرى منها ملكية الأصل موضوع التأمين أو تحمل عبئ الخسارة , فيكون تقسم التأمين من حيث النظرية الى أقسام متنوعة ومن اهم هذه الأقسام :

1 – التأمين حسب الظواهر المسببة للحوادث .

والتى تنقسم بدورها الى :

أ – حوادث لا يدخل الانسان كعنصر اساسى فى حدوثها والتى عادة ماتكون نتيجة ظواهر طبيعية ليس للانسان قدرة عليها مثل التأمين من حوادث الوفاة والمرض الطبيعية أو الفياضانات والبراكين والعواصف .

ب – الحوادث التى يدخل الانسان كعنصر أساسى فى حدوثها سواء عن طريق تسببه فيها او امكانية التحكم فى تحققها وتقليل خسائرها مثل حوادث السرقة والحريق والحوادث الناتجة عن الاهمال .

2 - تقسيم التأمين حسب مسببات الخطر .

فينقسم بموجبها الى مجموعتين اساسيتين هما :

أ – المتعلقة بمسببات الخطر الاساسية العامة :

وهى التى تلحق بأعداد كبيرة من أفراد المجتمع عادة ولا يتم التثبت من امكانية قدرة فرد واحد على التسبب فيها ولا يستكيع أحد تفاديها أو تقليل مخاطرها والتى تنقسم بدورها الى أسام داخلية اخرى وهى :

 – التأمين على الخسائرالناتجة عن النظام الاقتصادى للدولة مثل تأمينات اصابات العمل والبطالة وأمراض المهنة .

– التأمين على الخسائر الناتجة عن النظام السياسى والاجتماعى مثل الحروب والثورات والشغب والاضرابات .

– التأمين على الخسائر الناتجة عن تقلبات الطبيعة مثل الأوبئة والبراكين والزلازل والفيضانات وغيرها .

ب – المتعلقة بمسببات الخطر الخاصة :

أو التى يكون نشأتها وتأثيرها فردى الى حد كبير والتى تنقسم بدورها الى فرعين أساسيين هما :

– تأمين الخسائر التى اذا تحققت تؤثر على الشخص نفسه فتؤثر على الدخل أو الممتلكات مثل الحريق والسرقة للممتلكات ومثل الوفاه والمرض بالنسبة للدخل  أو التأمينات التى تؤثر على ناتج أعمالهم مثل التأمينات المتعلقة بالتجارة .

– تأمين الخسائر التى اذا تحققت تؤثر على ممتلكات الغير أو اشخاصهم مثل تأمين المسئولية عن اصابة ممتلكات الغير أو اصابته أو اصابة مبنى مجاور نتيجة حريق بمبنى يملكه الممول مثلا وبالنسبة لأشخاصهم مثل تأمين مسئولية الأطباء والصيادلة عن اصابة الاخرين أو مسئولية الملاك والمستأجرين من اصابة الاخرين.

ثانيا :التقسيم العملى للتأمين .

يتوقف هذا النوع من التأمين على الأعراف المعترف بها بين شركات التأمين ومايورده المشرع فى القوانين وان كان العرف والمشرع غالبا يتفقون على تقسيم التأمين بشكل معين داخل الدولة الا أنه يختلف من دولة الى أخرى وفى بعض الأحوال من ولاية او مقاطعة الى أخرى داخل الدولة مثل مايحدث فى الولايات المتحدة الأمريكية مثلا ويكون التقسيم كالتالى :

1 – تقسيم كتاب التأمين أو مايؤخذ منه العرف بمعنى أدق .

يقسم الكتاب الانجليز التأمين عمليا الى :

– التأمين البحرى .

– التأمين من الحريق .

– التأمين على  الحياة .

– التأمين من الحوادث .

وهو مايوفق عليه معظم الكتاب المصريين , وقد يقسمه بعض الكتاب المصريين لنوعين فقط هما التأمين على الحياة والتأمينات العامة .

أما الكتاب الأمريكين فيقسمون التأمين قسمين رئيسيين يتم تسيمهم الى أقسام أخرى وهى كالتالى :

أ – التأمين على الممتلكات .

– تأمين الحريق عامة والذى ينقسم أيضا الى تأمين الحريق والتوقف عن العمل وخسائر مياه الاطفاء والإضافات المنزلية .

– تأمينات النقل والتى تنقسم بدورها الى التأمين البحرى وتأمين الطيران وتأمين النقل الداخلى .

– تأمينات المسئولية العامة .

– تأمينات السرقة .

– تأمينات الألات والغلايات .

– تأمينات أخرى وهى التأمينات التى لايمكن وضعها تحت البنود السابقة .

ب – التأمين على الحياة .

– تأمينات الحياة العادية .

– تأمينات الحياة الجماعية .

– تأمينات الحياة الصناعية .

2 – التقسيم التشريعى للتأمين .

وهو التقسيم العملى للتأمين فى تشريعات وقوانين الدول لعل من أهم هذه التقسيمات :

التشريع الانجليزى :

يقوم المشرع الانجليزى بتقسيم التأمين الى قسمين رئيسيين هما التأمين على الحياة والتأمينات العامة وبدورها تنقسم التأمينات العامة الى ثلاثة أقسام هى : تأمين الحريق وتأمين الحوادث والتأمين البحرى .

التشريع الأمريكى :

يختلف تقسيم التأمين فى اولايات المتحدة من ولاية الى اخرى فيتم تقسيم التأمين الى خمسة وعشرين نوعا تقريبا الا أنها تنقسم قسمين رئيسيين هما :

1 – تأمينات الأشخاص :

– تأمين الحياة .

– تأمين الحياة الجماعى .

– تأمين الحياة الصناعى .

– تأمين العجز .

2 – تأمينات الممتلكات والمسئولية .

– التأمين البحرى .

– تأمين المسئولية .

– تأمين الحريق .

– تأمين خيانة الأمانة .

– تأمين الائتمان والسرقة .

– تأمين الماشية .

– تأمن الغلايات .

– تأمين ألواح الزجاج .

– تأمين الملكية .

– تأمين رشح أجهزة اطفاء الحريق الذاتى .

– تأمين المصاعد .

– تأمين السيارات .

– تأمين مسئولية المال .

– تأمين مصاريف العلاج .

– تأمين المصاريف الاضافية الأخرى .

– تأمين الحوادث الأخرى .

اضافة للتشريعات الأخرى فى الدول المختلف من العالم مثل التأمين فى مصر وتشريعاته والتأمين فى البلدان الاوروبية الاخرى وغيرها .

ومن هنا نكون قد تعرفنا على نشأة التأمين وتقسيماته نظريا وعمليا واختلافه بين الدول والمقاطعات وبعضها البعض وتاريخ ظهور التأمين البحرى وتأمين الحياة وتأمينات الحريق والأسباب التى ادت الى الاهتمام بالتأمين خاصة التأمين على الحياة من قديم الزمان والتأمين البحرى بعد ظهور حركات التجارة العالمية واكتشاف العالم الجديد وانطلاق التجارة الى أوج قوتها وظهور النمور الاسيوية والمنافسة مع الغرب وغيرها من الأمور الاقتصادية التى أدت الى تغير الاقتصاد العالمى خاصة بعد الثورة الصناعية وظهور البورصات التى ساهم التأمين فى تثبيت الشركات والحد من خسائرها المفاجئة .

اضافة الى قوة النقد وارتباطه بالاقتصاد وعدم ارتباطه بالذهب بشكل كامل على خلاف السابق لظهور النقود وبداية انشاء البنوك والبنوك المركزية وغيرها من الأمور التى ساهم التامين فى تطويرها نتيجة الأمن من المخاطر ولو بشكل جزئى نتيجة ظهور التأمين .

تعليقات