القائمة الرئيسية

الصفحات

النظام الإقتصادى الإقطاعى العيوب والطبقات وطرق الزراعة

التقدم الصناعى الذى وصلت له النظم الإقتصادية حول العالم حتى الوصول الى اقتصاد السوق الحرة أو مايعرف بالاقتصاد الرأسمالى , فمنذ القدم بدأ الاقتصاد بنظام الإكتفاء الذاتى باعتماد كل فرد فى الحصول على احتياجاته على نفسه فقط وظل هذا النظام قائما فى فترة ماقبل التاريخ , بالاعتماد على أدوات بدائية مثل العصى والحجارة المدببة والبلطة المسننة وغيرها , ثم تطور بعدها هذا النظام لمرحلة أخرى تميزت بالزراعة وتربية الماشية واختراع العجلة , اضافة لمساهمة اكتشاف النار فى صناعة الأدوات من المعادن التى ساعدت الانسان فى مواجهة الطبيعة وقسوتها ومكنته من تطويعها .

ثم تطورت الأنظمة الإقتصادية بمرور الزمن وتطور التكنولوجيا من الاقتصاد البدائى الى نظام الرق مرورا بالنظام الإقطاعى فى القررون الوسطى حتى الثورة الصناعية التى ساهمت فى تحرر الاقتصاد وظهور الاقتصاد الرأسمالى بمساعدة البنوك المركزية ونشأة النقود وتطورالبنوك التجارية والاستثمارية , وظهور التأمين على البضائع وأسواق الأوراق المالية التى ساهمت فى ظهور الاقتصاد الرأسمالى الحديث.

عيوب النظام الاقتصادى الاقطاعى وخصائصه

نشأة النظام الإقتصادى الإقطاعى .

بداية نشأ النظام الاقتصادى الاقطاعى منذ عهد الرومان الا أن معالمه لم تتضح بشكل جلى الا فى القرن التاسع الميلادى ووصل الى قمته فى القرن الثالث عشر الميلادى وليس هناك تاريخ أو حادث معين لنشأة النظام الاقتصادى الاقطاعى الا أنه يرجح بدايته بعد انتهاء نظام الرق حيث طالب العبيد بالتحرر نتيجة الظروف السيئة التى كانوا يعيشوها فقاموا بالثورات ومن ثم رأى السادة أن من الأفضل تحريرهم واعطائهم قطعا من الأراضى حتى يزداد الإنتاج ويتوفر لديهم الحماس وبهذا انتهى نظام الرق ليبدا نظام الإقطاع .

فبدأ النظام الإقطاعى باقتطاع الملاك والأمراء مساحات من الأراضى لمن يدينون لهم بالولاء , والذى أصبح وراثيا ومن قم يقوم هؤلاء الذين استلموا الأراضى بتسليم قطع الأراضى لمن يدينون لهم ولأميرهم أو ملكهم بالولاء ومن هنا اتجهت طريقة الحكم الى الحكم المحلى بدلا من الحكم المركزى فأصبحت الإقطاعية وحدة سياسية واجتماعية واقتصادية مستقلة .

تعريف الإقطاعية " الضيعة " .

الضيعة أو الاقطاعية هى : وحدة سياسية لأحد النبلاء أو رجال الكنيسة يمتلكها ويكون له حق الحصول على دخل منها , نتيجة عمل الأفراد فى مجتمع هذه القرية الصغيرة الصغيرة الذين يتعاونون فى زراعة الأرض واعدادها للانتاج ويتشاركون فى دفع الضرائب للسيد أو رجل الكنيسة الذى يمتلك هذه الاقطاعية .

من هذا التعريف يمكننا أن نلاحظ أن الاقطاعية هى وحدة سياسية واجتماعية واقتصادية منفردة يتم حكمها من قبل السيد أو النبيل الذى يمتلكها ويقوم بدور قائدها أمام سلطة  الحكم المركزى .

فتكون الإقطاعية وحدة سياسية عن طريق امتلاكها من السيد أو رجل الكنيسة الذى يكون له الحق فى الحصول على دخل منها نتيجة جمع الضرائب وتعبئة السكان وقت الحرب .

وتكون الاقطاعية وحدة اجتماعية باعتبارها قرية تتكون من أفراد يعيشون معا تربطهم عادات خاصة , ويتعاونون فى جمع الضرائب للسيد وتجهيز الأرض للزراعة .

وتعتبر وحدة اقتصادية باعتبارها وحدة منتجة يعتمد أفرادها على مبدأ الاكتفاء الذاتى , وتحقيق فائض ودفع جزء منه للسيد أو الكنيسة كضريبة للعمل فيها .

توحش الإقطاع والعودة من الحياة المدنية الى الحياة الزراعية .

خلال القرون الوسطى تحولت المدن الأوروبية القديمة والتى سقطت تحت أيدى السادة والاقطاعيين وأرغم أهلها على الفلاحة فى الاراضى المحيطة بها ما أدى لتحول هذه المدن الى قرى وسيادة الزراعة على حساب التجارة والصناعة فأصبحت الاقطاعية هى الوحدة السياسية ليس الوحدة السياسية فقط انما وحدة اجتماعية واقتصادية فى أوروبا خلال القرون الوسطى .

من هذا المنطلق نرى أن الزراعة كانت تحتل المركز الأول فى الانتاج الاقتصادى فى اوروبا فى القرون الوسطى حتى القرن التاسع عشر على حساب الصناعة والتجارة وقطاعات الخدمات الأخرى حتى بداية الثورة الصناعية .

خصائص النظام الإقطاعى .

تميز النظام الاقطاعى فى العصور الوسطى بالعديد من المميزات التى ميزته عن غيره من الانظمة الاقتاصدية الاخرى والتى لا تعنى مميزات فى النتيجة انما مميزات من حيث اختلاف خصائص النظام الاقطاعى عن غيره من الأنظمة الاقتصادية الأخرى والتى من أهمها :

1 – انخفاض الفن الانتاجى.

2 - انخفاض تكلفة أدوات الانتاج وانخفاض تكلفة انتاجها .

3 - عدم وجود ثقافة تقسيم العمل حيث أن الجميع يمكنه اتقان كل الأعمال وتنفيذها بشكل يومي نتيجة انخفاض المساحات الزراعية التى تمتلكها العائلة .

4– اقتران النظام الاقطاعى بالعبودية .

5 – الاقطاعية هى الوحدة الاقتصادية  .

6 – الاقطاعية قرية تحوطها الأسوار وتخترقها الشوارع .

طبقات المجتمع فى النظام الاقطاعى .

انقسم المجتمع فى ظل النظام الاقطاعى الى قسمين رئيسيين هما :

1 – طبقة العبيد :

كانت هذه الطبقة هى الطبقة الأساسية المنتجة بشكل فعلى فى المجتمع الاقطاعى وكان هؤلاء العبيد ينقسمون الى قسمين هما :

أ – عبيد الأرض .

عبيد الأرض كانت لهم بعض الحقوق على الارض التى يقومون بزراعتها اضافة لاستغلل جزءا من الوقت لحسابهم الخاص اضافة لحق الهجرة من الضيعة فى بعض الدول مقابل ترك الأرض التى يزرعونها ومايملكون فيها .

ب – عبيد يتم شراؤهم بالمال .

الذين كان عليهم أن يعملوا فى منزل السيد الذى يملكهم هم وأبنائهم وله الحق فى بيعهم ولا يمكنهم الزواج بدون اذن ساداتهم , ولا يمكنهم التحرر الا بموافقة ساداتهم ولا يستطيعون ترك الأرض الا بموافقة السيد .

الا أن التزامات العبيد أنواعهم كانت تختلف من دولة الى أخرى فمثلا فى ألمانيا كان العبيد ملزمين بالخدمة فى منزل السيد حتى سن الخامسة والثلاثين أما فى روسيا فتكون الخدمة مدى الحياة وفى فرنسا عليهم دفع الجزية للسادة بالاضافة الى ايجار الأرض واستخدام حيواناتهم فى أرض السادة .

2 – طبقة النبلاء .

هى الطبقة التى تتولى حماية العبيد والدفاع عنهم وتوفر لهم الأمن والغذاء فى وقت المجاعة وإمدادهم برأس المال الازم للزراعة اضافة الى ادارة الاقطاعية باعتباره الحاكم المحلى لها فعليه تنظيم الاحوال الاقتصادية والاجتماعية والرقابة على الأسواق والفصل فى المسائل المدنية باعتباره القاضى بل والفصل فى بعض المسائل الجنائية .

ولا شك أن التزامات هؤلاء النبلاء هى التى ساهمت فى توحش النظام الاقطاعى حيث تنازل الفلاحون عن أراضيهم مقابل أن يخلع النبلاء حمايتهم عنهم خاصة نتيجة عجز الحكومات المركزية وعدم  اهتمامها سوى بجمع الضرائب .

عيوب النظام الاقطاعى .

للنظام الاقتصادى الاقطاعى العديد من المساوئ التى لا حصر لها ومن أهم هذه العيوب فى النظام الاقتصادى الاقطاعى :

1 – ضياع الوقت والجهد نتيجة توزيع الأراضى على المزارعين مقسمة لقطع صغيرة بعيدة عن بعضها البعض ففى روسيا مثلا كان يتم تويع شرائح أراضى تتراوح بين 20: 40 ووصل فى بعض الاحيان الى 100 شريحة بينها مسافات تجاوز احيانا 20 كيلومتر , فكان المزارع يضيع من وقته عدة أيام لمجرد الانتقال من قطعة الى اخرى .

2 – ترك مسافات كبيرة لتكون كحدود فاصلة بين الاراضى والشرائح المتعددة وهو مايعمل على الاسراف فى الاراضى القابلة للزراعة .

3 – الظلم الاجتماعى الذى كان يقع على عاتق طبقة العبيد .

4 – اتباع نظام الحقول المفتوحة أدى الى جمود التقدم التقنى والفنى فى اساليب الزراعة فيزرع الفلاحون نفس الزراعات بنفس الطريقة فى نفس الوقت من العام اضافة الى أنه أدى الى تبديد جزء من الأرض نتيجة تركها بدون زراعة .

5 – فى نظام الحقلين كان يتم تبديد نصف مساحة الاراضى الصالحة للزراعة , وفى نظام الثلاثة حقول كان يتم تبديد ثلث مساحة الارض القابلة للزراعة فلو أمكن تطبيق نظام الدورات الزراعية لتمت الاستفادة من هذه الأراضى .

طرق الزراعة فى النظام الاقطاعى .

كانت هناك ثلاثة طرق للزراعة فى ظل النظام الاقطاعى وهى :

1 – نظام الحقل الواحد .

عن طريق زراعة جميع المحاصيل فى حقل واحد لعدة أعوام متتالية ما يؤدى الى قلة انتاجية الأرض بسبب نقص الخصوبة وهو مايجبر الفلاحون على الهجرة الى حقول أخرى .

2 – نظام الحقلين .

وهو تقسيم الارض الى قسمين يتم زراعة أحدهما ويترك الاخر بدون زراعة على أن يتم عكس والوضع فى العام التالى .

وهذا النظام كما يعتقدون لتفادى عيوب نظام الحقل الواحد حتى يتم تجديد خصوبة الأرض فلا يضطر المزارع الى الانتقال الى مزارع أخرى .

3 – نظام الحقول الثلاثة .

حيث كان يتم تقسيم الأرض الى ثلاثة أقسام يتم زراعة اثنان منها ويترك الثالث دون زراعة ليسترد خصوبته وان كانت هذه الطريقة أقل تبديدا للارض لا انها لازلات تؤدى الى تبديد ثلث الطاقة الانتاجية للأرض .

تعليقات