تعددت مظاهر الثورة الصناعية مابين المظاهر الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ادت هذه المظاهر الى نتائج متنوعة على مستويات الحياة والتطور البشرى والاحتياجات الاقتصادية .
فمنذ قيام الثورة الصناعية الأولى فى القرن التاسع عشر بدأ النظام الإقطاعى فى الانهيار وهو ماترتب عليه العديد من الاحتياجات البشرية الجديدة .
وبدأت البنوك التجارية والاستثمارية فى الانتشار وبدأت البنوك المركزية فى رسم السياسات التى تحافظ على مستويات الاقتصاد وتساهم فى الحد من التضخم .
بالطبع لم تكون قدرات البنوك المركزية متطور كما هو الحال فى الوقت الحاضر الا أن السوق كان يعمل على التعافى بمفرده عن طريق الأليات الذاتية من العرض والطلب وهذا هو المغزى الرئيسى من اقتصاد السوق المشتركة أو الاقتصاد الرأسمالى .
المظاهر السياسية للثورة الصناعية .
المظاهر السياسية للثورة الصناعية كانت جنبا الى جنب مع
المظاهر الاقتصادية والاجتماعية لها , الا ان من أهم المظاهر السياسية للثورة
الصناعية :
1 – نشاط الحركة القومية والتخلص من الروح المحلية
الضيقة .
2 – نشاط الحركة الدستورية .
3 – التخلص من تدخل رجال الدين بالدعوة الى التساهل .
4 – التخلص من استبداد الملوك بالدعوة للدستور .
ساهمت مطالبات الطبقة الوسطى فى كافة التطورات السياسية الناتجة عن الثورة الصناعية باعتبارها وقود الحركة السياسية فطالبت بنصيبها من الحركة السياسية , كما استمرت الطبقة المتوسطة فى هدم بقايا النظم السياسية للقرون الوسطة وطبقة الاقطاعيين ونقابات .
وقد رجال الطبقة الوسطى من محامين ومهندسين
وأطباء وتجار ورجال فن وأدباء منهجا اقتصاديا ملائما يقضى بأعطاء الناس أوسع مجال
للحرية فى العمل ويمنع الدولة من التدخل فى الشئون الاقتصادية فكانت يسمى القرن
التاسع عشر باسم عصر الماكينات الجبارة نسبة للطبقة الوسطى .
فنظم علماء الاقتصاد السياسى نظريات تقضى بأن تبتعد
الدولة عن التدخل فى أمور الفرد وذهب الاقتصاديون الأكثر تطرفا الى وجوب انحسار
دور الدولة السياسى فى حفظ الأموال والأرواح والحريات .
الا أن هذ الأمر أخذ فى الانحسار قليلا وبدأت الدولة فى
تنظيم الأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى تنظيم النواحى التهذيبية
والصحية والاقتصادية والاجتماعية مثل نشر التعليم الابتدائى الإجبارى فى روسيا ثم
انجلترا وفرنسا وغيرها من الدول ليعمل على رفع مستوى الشعب وتوحيد ثقافته اضافة
لاصلاح الوضع الاجتماعى الناشئ عن النظام الصناعى لتنظيم أحوال العمل واعطاء
العمال حقوقهم بقوانين متعددة .
المظاهر الاقتصادية للثورة الصناعية .
هناك العديد من المظاهر الاقتصادية التى ساهمت فيها
الثورة الصناعية باعتبار أنها فى الأساس انطلقت لتحسين الاقتصاد وتطويره عن الأنظمة
التقليدية القديمة تحت رعاية أبو الاقتصاد الحديث أدم سميث .
1 – زيادة الثروات .
من أهم المظاهر الاقتصادية للثورة الصناعية هى زيادة
الثروة حيث أدت مكانة اوروبا القوية الى تصدير كميات هائلة من البضائع دون توقف أو
ملل وانخفاض أسعارها فتح اها أسواقا عديدة نتيجة استخدام الالات المنخفضة التكلفة
فى مقابل الأيدى العاملة البشرية ما أدى لزيادة الطلب عليها .
2 – الوصول الى المواد الأولية والأسواق الاستهلاكية .
ساهمت وسائل النقل الحديثة من قطارات وسفن بخارية فى
سهولة الوصول الى المواد الأولية مثل الفحم والحديد بعد أن كانت المصانع مجبرة أن
تكون بالقرب من مراكز استخراج هذه المنتجات الأولية فساهمت وسائل النقل فى انتشار
المصانع نتيجة سهولة وصول المواد الأولية اليها .
كما أصبح من السهل الوصول الى الأسواق المستهلكة فلم
تربط وسائل النقل الحديثة المصانع بالمناجم فقط وانما ربطت المصانع بالأسواق
والبلدان حتى أصبحت أوروبا المغى الرئيسى للعالم بالمنتجات والبضائع .
فايجاد أسواق استهلاك جديدة أدى الى محاولة دول أوروبا
الى التوسع فى مستعمراتهم فى أمريكا وأسيا وأفريقيا الى أقصى حد ممكن ما أدى الى
التصادم فيما بينهم لتنشأالحركة الاستعمارية الكبيرة فى أواخر القرن التاسع عشر .
3 – الزيادة السكانية .
الراحة والرفاهية والحصول على الحقوق السياسية أدى الى
زيادة التكاثر السكانى نتيجة تغير طراز حياة الناس من زراعية الى صناعية اضافة
لحركة الهجرة من الريف الى المدن وقلة أعداد افراد الطبقة الزراعية .
4 – تنظيم العمل .
تعديل انظمة النقابات العمالية القديم الذى كان مقيدا
للصناعة وأسعار البضائع الى نظام جيد يساهم فى تسهيل العمل وتوزيعه على حسب
الساعات والماكينات وأجزاء التصنيع وغيرها .
5 – ظهور مصادر جديدة للطاقة .
ازدهار الصناعة وخاصة صناعات مثل الحديد والغزل والنسيج
والمصانع والأفران عالية الحرارة الأخرى ما أدى الى الحاجة الملحة لايجاد مصادر
جديدة للطاقة فتم استخدام الفحم الحجرى واختراع الكهرباء ومن قبلها البخار فى
تشغيل المحركات والالات وتسيير البواخر والقطارات .
6 – الاختراعات الجديدة .
قدم الدكتور "جيمس وات " العالم الاسكتلندى الته
البخارية التى ساهمت فى زيادة سرعة صناعة النسيج وحلت قوة البخار محل الايدى
العاملة كان هذا فى النصف الثانى من القرن الثامن عشر .
كما قام العالم الأمريكى "فولتن " باختراع
باختراع سفينة بخارية عام 1807 , وبعدها بسنين قليلة اخترع الانجليزى " جورج
ستيفنسن " قطارا بخاريا قادرا على سحب عدد من العجلات خلفه , وتشييد أول قطار
عام 1825 وبناء السفن البخارية والسكك الحديدية وغيرها .
ثم انطلقت المطابع الجبارة التى تستخدم البخار فى حركتها
والطواحين وغيرها من الاختراعات حتى لقب القرن التاسع عشر بعصر البخار حتى ظهور
لكهرباء التى تم استغلالها الكثير من الاعمال حتى اصبح القرن العشرين بعصر
الكهرباء .
المظاهر الاجتماعية للثورة الصناعية .
التطور الكبير فى المظاهر الاقتصادية للثورة الصناعية
أدى الى تطور اجتماعى كبير فأبناء القرى والحوانيت الصغيرة بدأوا فى التراجع أمام
النظام الاقتصادى الحديث والالتجاء للمصانع لايجاد وسيلة رزق جديدة لان الماكينات
خفضت من أسعار المنتجات التى كان يتم صناعتها يدويا , وباتقان اعلى .
وكان أصحاب
العمل لايعتنون كثيرا بأجور عمالهم أو بصحتهم فلم تكن الحكومات تتدخل فى الحياة
الاقتصادية وكانت الأمور تسير على اساس الحرية الفردية ما جعل الحكومات تضطر الى
التدخل فى شئون الحياة العامة حماية للمواطنين وحفاظا على مصالحهم فأصدرت القوانين
لتحديد ساعات العمل والأجور وغيرها .
لم تتوقف المظاهر الاقتصادية الاجتماعية والسياسية
للثورة الصناعية عند هذا الحد فتم اختراع اللاسلكى والتليغراف وتم مد الأسلاك تحت
البحر لأول مرة عبر الأطلسى واختراع التليفون وغيرها وأخذ الناس حول أطراف الكرة
الأرضية بالتقارب اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا .
ومن ثم ظهرت اسواق الأوراق المالية ونشأت البورصات العالمية لتسهيل التجارة وظهرت اتفاقيات التجارة الحرة ونشأة التأمين على البضائع التى سهلت نقل البضائع من أى مكان الى اى مكان بالعالم كما ظهرت انواع مختلفة من الاستثمارات أدت الى تقارب الطبقات الاجتماعية والاتفاقات الدولية وهو ماكان نواه السوق الاقتصادية الحرة .
تعليقات
إرسال تعليق